الجمعة، 7 نوفمبر 2014

مشروبات الطاقة وأضرارها

مشروبات الطاقة هى مشروبات منشطة للجسم تحتوى على نسبة عالية من السكر والكافيين والمحفزات الغذائية وبعض الأعشاب والأملاح، وتهدف إلى تزويد الجسم بالطاقة الأيضية " الخاصة بعمليات البناء والهدم " وزيادة القدرة الذهنية.


أصبحت مشروبات الطاقة على رأس قائمة متطلبات الرياضيين عموما، ولاعبى بناء الأجسام بصفة خاصة، فهى الحل الأمثل من وجهة نظرهم، سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين، ويرجع ذلك إلى محاولة رفع معدلات القدرة على مواجهة التدريب العنيف، إضافة إلى تأخير ظهور علامات التعب المُبكرة، وزيادة الأداء وتحسين المزاج وزيادة الإنتباه وزيادة الوظائف العقلية والقدرة على التحمل، ولكن فى المقابل لها تأثيرات جمة على الصحة قد يجهلها الكثير من الأشخاص.

تتنافس الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة للإستحواذ على أكبر عدد ممكن من المستهلكين فى الدول العربية، حتى أن البعض منها بدأ يسوقها بشكل مجانى على الشباب والمراهقين فى الأماكن العامة كالمجمعات التجارية والأندية ودور السينما.

وفى الوقت نفسه تحظر كندا وأستراليا والنرويج والدانمارك من بيع تلك المشروبات فى أسواقها، فى حين أصدرت السلطات الفدرالية فى الولايات المتحدة الأمريكية قرارا تمنع بموجبه بيع تلك المشروبات لمن هم دون سن الـ 15 لعدم ملاءمة مكونات تلك المشروبات وما تحويه من مواد مقوية لصغار السن.

يؤكد أطباء مختصون من المؤسسة الأميركية للصحة العامة APHA مدى تأثير هذه المشروبات على الصحة العامة للفرد، حيث تحتوى على نسبة عالية من الكافيين، تلك المادة المنبهة والمدرة للبول مما يؤثر بطبيعة الحال على وظائف الكلى والقلب والأوعية الدموية، علاوة على ذلك إحتوائها على كميات هائلة من السكر الذى بمجرد دخوله مجرى الدم يعمل على تحفيز البنكرياس لإفراز هرمون الإنسولين بكميات كبيرة (وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر فى الدم) وذلك لموازنة كمية السكر فى الدم وعدم زيادتها عن الحد الطبيعى لها.

ولا شك أن هذا الإرتفاع المفاجئ فى السكر، والذى يقابله إرتفاع فى هرمون الأنسولين يدفع الجسم إلى حلقة مفرغة من الرغبة الشديدة لتناول الطعام مرة أخرى، وبالتالى إكتساب المزيد من السعرات الحرارية الزائدة التى تخزن فى الجسم على شكل دهون يصعب التخلص منها على المدى القريب، (الجدير بالذكر أن الكيلو الواحد من الدهون فى الجسم يحتاج إلى حرق حوالى 7000 سعر حرارى للتخلص منه).

وتؤكد دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية ونشرت على موقع طبى بشبكة الإنترنت أن مركب (تورين) الموجود فى مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبى لدى الإنسان، وهذا المركب هو نوع من الأحماض الأومونية الموجودة فى اللحوم والأسماك، وتقوم الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة بإضافته لمنتجاتها.

تحتوى تلك المشروبات على مادة الكافيين بتركيز يصل إلى ضعف الموجود في عبوات مشروبات الكولا الغازية، وهى مادة منبهة للأداء البدنى والعقلى، الإفراط فى تناول تلك المادة قد يؤدى للعصبية والأرق والغثيان لدى البعض، قد يؤدى تناول كميات كبيرة منها إلى زيادة معدل ضربات القلب وإرتفاع ضغط الدم، وكذلك سرعة خفقان القلب، وزيادة ضغط الدم.

أضرار مشروبات الطاقة :
1-  الإدمان وحدوث إضطرابات نفسية نتيجة نقص مادة الكافيين الموجودة بها بنسب مرتفعة، فى حال توقف الشخص عن تناول تلك المشروبات.

2- إضطرابات فى النوم، وزيادة عدد مرات الإستيقاظ أثناء النوم، وكذلك تأخير فترة الدخول فى النوم، كما يمكن أن تسبب الصداع.

3- تحتوى على مجموعة من فيتامينات (ب) بنسب عالية تصل إلى 200 % من الإحتياج اليومى للفرد للعبوة الواحدة، مما يثير الشكوك حول الضرر الذى قد تسببه هذه الزيادة على المدى الطويل عند الإفراط فى تناولها، تناول كميات كبيرة جدا من هذه الفيتامينات يمكن أن يسبب سرعة ضربات القلب وتنميل ووخز فى القدمين واليدين.

4- تتسبب مادة الكافيين فى إرتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر فى الجسم مما يؤدى إلى حصول نزيف فى الأنف أو ما يعرف باسم (الرعاف المزمن) والنوبات القلبية نتيجة زيادة كميات الدم التى يتم ضخها من وإلى القلب.

5- يعتقد بعض الشباب ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام أن تناول هذه المشروبات بشكل دائم سيعوض أجسامهم الطاقة التى يفقدونها خلال التمارين الرياضية، إلا أن ما يخفى على الكثير منهم أن تناول علبة كبيرة من تلك المشروبات يوازى ستة ملاعق من السكر وهذا كفيل بزيادة الوزن بدلا من إنقاصه، وظهور مشاكل السمنه.

6- زيادة التبول تعد من أكثر المشاكل التي تسببها مادة الكافيين نتيجة تعامل جسم الإنسان مع هذه المادة على أنها مادة سامة يتوجب التخلص منها عن طريق التبول، فبذلك يخسر الجسم كميات كبيرة من السوائل، مما يؤدى إلى الإصابة بالجفاف.

والخلاصة أن هذه المشروبات ذات آثار سلبية على الصحة والأفضل تجنبها نهائيا، وقد منعت فى بعض الدول، وغيرها يحصر بيعها فى الصيدليات فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق