الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

ممارسة النشاط البدنى .. قبل الأكل أم بعده ؟

ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﻟﻠﻨـﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒـﺩﻨﻲ ﺒـﺸﻜل ﻋـﺎﻡ ﻴﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﻫل ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻜل ﺒﻌﺩ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﺒﺩﻨﻲ ﺸﺎﻕ، ﺃﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺍﻟﻨـﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺒﻌﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ؟ ﺜﻡ ﻤﺎ ﻫل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻫﻀﻡ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺃﻡ ﻻ ؟  ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻨﺼﺎﺌﺤﻨﺎ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻘﻀﻲ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﺄﻥ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻜل ﻤﻥ  ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺒﻌﺩ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺘﻨـﺎﻭل ﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜل، ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻋﻨﻴﻔﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﻴﻥ ﻗـﺩ ﻻ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺒﻌﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﺠﺒﺘﻪ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺇﻟـﻰ ﺜـﻼﺙ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺜﻡ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺘﻤﺭﻴﻨﺎﺘﻪ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻴﺔ، ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻜﺭ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻌﻠﻴـﻪ ﺇﻤﺎ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺜﻡ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜل، ﺃﻭ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜـل ﺜـﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ، ﻓﻴﺎ ﺘﺭﻯ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻗﺒل ﺍﻷﻜـل ﺃﻡ ﺒﻌﺩﻩ، ﻭﺃﻴﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀل ؟


التدريب قبل الأكل:
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺒإﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻤـﺎﺭﺱ ﻤـﺼﺎﺒﺎ ﺒﻤـﺭﺽ ﺍﻟﺴﻜﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻨﺴﻭﻟﻴﻥ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ ﻤﻨﺨﻔﻀﺎ، ﻓﻠﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺘﺫﻜﺭ ﻤـﻥ ﺠـﺭﺍﺀ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻗﺒل ﺍﻷﻜل، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺩﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﺴﻴﺘﺩﺭﺏ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺨﺯﻭﻥ ﻋﻀﻼﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﺭﻜـﺏ ﺍﻟﺠﻠﻴﻜـﻭﺠﻴﻥ ﻟﻴﺱ ﻤﻨﺨﻔﻀﺎ (ﺍﻟﺠﻠﻴﻜﻭﺠﻴﻥ ﻤﺭﻜﺏ ﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺘﻲ ﻤﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻠﻭﻜـﻭﺯﻴﺨﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻜﻭﻗﻭﺩ ﻟﺘﺯﻭﻴﺩ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺒﺎﻟﻁﺎﻗﺔ، ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ)، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻜل (ﺨﺎﺼـﺔ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨـﺸﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ) ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ إﻨﺨﻔﺎﺽ ﻤﺨﺯﻭﻥ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻠﻴﻜـﻭﺠﻴﻥ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺠﻬﺩﺍ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟـﺸﺩﺓ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ،  ﺇﻥ ﻤﻥ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺍﻷﻜل ﺒﻌﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻫﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺒإﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭل ﻭﺘﺤﻭﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻠﻴﻜﻭﺠﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ، ﺘﻌﻭﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻼﻴﻜﻭﺠﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ.

ﺃﻤـﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜل ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺒﻘﻬﺎ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺴﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﻭﻴل ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺸـﺤﻭﻡ ﺘﺨﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻡ، ﻭﻴﺠﺩﺭ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺘﻴﺔ ( ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ ) ﻟﻠﺭﻴﺎﻀﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻲ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ، ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜـﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺸﺤﻥ ﻭﺘﺨﺯﻴﻥ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺒﺎﻟﺠﻠﻴﻜﻭﺠﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺸﺩ ﺼﻭﺭﻫﺎ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻗﺒل ﺍﻷﻜـل، ﺨﺎﺼـﺔ ﻟﻠـﺫﻴﻥ ﻴﻨﺸﺩﻭﻥ ﺨﻔﺽ ﺃﻭﺯﺍﻨﻬﻡ، ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ (ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻑ) ﻴﻘﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻜﺒﺢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻤﺩﺓ ﻗﺩ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﻨﺼﻑ ﺴﺎﻋﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ، ﻭﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ لإﺭﺘﻔﺎﻉ ﺩﺭﺠﺔ ﺤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠـﺴﻡ ﺍﻟﻨـﺎﺠﻡ ﻋـﻥﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺒﺢ.

التدريب بعد الأكل:
ﻗﺩ ﻴﻀﻁﺭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺒﺩﺀ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﺍﻷﻜل ﺒﻔﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺠﺩﺍ، ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻌﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍلإﻨﺘﻅﺎﺭ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺜﻼﺙ، ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺼـﻲ ﺒـﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻓﻬل ﻤﻥ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺼﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ؟ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﺯﺀ ﻤﻠﺤﻭﻅ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻴﺘﻭﺠـﻪ ﺇﻟـﻰﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻭﺍﻷﻤﻌﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻤﻥ ﺃﺠل ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﻡ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻻﻤﺘﺼﺎﺹ، ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﻀﻤﻲ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ﺴﻴﺘﻨﺎﻓﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥﺍﻟﻘﻠﺏ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺴﺘﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﻡ ﺃﺒﻁﺄ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺴﺘﺘﺄﺜﺭ ﻫﻲ ﺃﻴﻀﺎ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﺎ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﺨﻔﻴﻔﺎ ﻜﺎﻟﻤﺸﻲ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻴـﻪ ﻀـﺭﺭ ﺃﻭﺨﻁﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻤﻭﻴـﺔ ﻟﻠﻘﻠﺏ، ﺒل ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﺎ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﺨﻔﻴﻔﺎ ﻜﺎﻟﻤﺸﻲ ﺒﻌﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﻭﺠﺒﺔ ﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻤﻥﺍﻷﻜل ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺭﻕ ﺍﻟﺴﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﺴﻡ، ﺃﻱ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓـﻲ ﺼﺭﻑ ﻁﺎﻗﺔ ﺤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﻫﻀﻡ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺘﻘﺩﺭ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ١٥ % ﻤﻘﺎﺭﻨـﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻟﻭ ﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﻜل ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺸﺎﻁ.

ﻭﺘؤﻜﺩ ﻟﻨﺎ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﺕ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٦ﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺨﻔﺽ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻡ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ، ﺨﻀﻌﺕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺘﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺘﻴﻥ ﻋﻤﺭﻴﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻥ ( ٢٥-١٨ ﺴﻨﺔ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ٦٥-٤٥ ﺴﻨﺔ ) ﻟﺘﺠﺭﺒﺘﻴﻥ ﺘﻡ ﺨﻼﻟﻬﻤﺎ ﺘﻌﻘﺏ ﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺴـﻜﺭ ﺍﻟﺩﻡ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ ﻤﻨﺨﻔﺽ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﺒإﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺩﺭﺍﺠـﺔ ﺍﻟﺠﻬـﺩ ﺒﻌـﺩ ﺍﻟﻭﺠﺒﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، أﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ إﺴﺘﺭﺍﺤﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺎﺕ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻤﻥ ﺒﺄﻱ ﺠﻬﺩ ﺒﺩﻨﻲ ﻴﺫﻜﺭ، ﻟﻘﺩ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺨﻔﺽ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻜﺭ ﺒﺎﻟﺩﻡ، ﻭﻴﻘﺩﺭ ﻫـﺫﺍ ﺍلإﻨﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻜﺭ ﺍﻟﺩﻡ ﺒﻌﺩ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﺍﻟﺨﻔﻴﻑ ﺒﻤﻔﻌﻭل ﺃﺩﻭﻴﺔ ﺨﻔﺽ ﺍﻟﺴﻜﺭ، ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺠﺒﺔ ﻏﺫﺍﺌﻴﺔ ﺩﺴﻤﺔ ﻭﻏﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺴﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﻴـﺔ، ﻜﻡ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍلإﻨﺘﻅﺎﺭ ﻗﺒل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ ﻤﻌﺘﺩل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺸﺩﺓ ؟ ﻴﻌﺘﻤـﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﻤﺩﻯ إﺤﺘﻭﺍﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻫﻭﻥ، ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠـﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭل ﻴﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﺃﻭﻻ، ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻡ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺨـﻼل ﺤﺭﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻭﺇﻓﺭﺍﺯ ﺃﻨﺯﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﻀﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭل، ﺜﻡ ﻴﺘﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ تفريغ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻌﺎﺀ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻌﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﻌـﺎﺩل ٨٥ % ﻤـﻥﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍإﻤﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﻀﻭﻡ، ﻭﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ تفريغ ﺍﻟﻤﻌـﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺩﺓ ﻋﻭﺍﻤل ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﻭﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨـﺎﻭل، ﻟـﺫﻟﻙ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﺍﻟﺩﻫﻭﻥ ﻭﻗﺘﺎ ﺃﻁﻭل ﻓﻲ ﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺘﻴﺔ، ﻨﻅﺭﺍ إﺤﺘﻭﺍﺀ ﻜل ﺠﺭﺍﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻫﻭﻥ ﻋﻠﻰ ٩ ﻜﻴﻠﻭ ﺴﻌﺭﺍﺕ ﺤﺭﺍﺭﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﺘـﻭﻱ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻫﻴﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ٤ ﻜﻴﻠﻭ ﺴﻌﺭﺍﺕ ﺤﺭﺍﺭﻴﺔ، ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ ﻤﻌﺘﺩل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻴﻘﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻁﺎﺀ ﺘﻔﺭﻴـﻎ ﺍﻟﻤﻌـﺩﺓ ﻤـﻥﺍﻟﻁﻌﺎﻡ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ ﺨﻔﻴﻑ، ﻤﺜل ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺍﻟﺒﻁﻲﺀ، ﻟـﻴﺱ ﻟﻬـﺎ ﺘـﺄﺜﻴﺭﻤﻠﺤﻭﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺘﻌﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﺎﻤل ﻤﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ، ﻓﺎﻟﺸﺨﺹ ﺫﻭ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌـﺔ ﻴﻤﻜﻨـﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ ﻤﻌﺘﺩل ﺍﻟﺸﺩﺓ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻤﻠﺤﻭﻅ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺭﻋﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ، ﻭﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺓ ﻨﻘﻭل: ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﺠﺒﺔ ﺩﺴﻤﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍلإﻨﺘﻅﺎﺭ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻗﺒل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ ﺒﺩﻨﻲ، ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺸﺩﺓ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق